درء الحدود بالشبهات لوزير الأوقاف
عَنْ عُرْوَةَ (رضي الله عنه) ، عَنْ أم المؤمنين السيدة عَائِشَةَ (رضي الله عنها) قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وسلم) : ( ادْرَءُوا الْحُدُودَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ، فَإِنْ كَانَ لَهُ مَخْرَجٌ فَخَلُّوا سَبِيلَهُ ، فَإِنَّ الإِمَامَ أَنْ يُخْطِئَ فِي الْعَفْوِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُخْطِئَ فِي الْعُقُوبَةِ ) (سنن الترمذي) .
وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( ادْفَعُوا الْحُدُودَ مَا وَجَدْتُمْ لَهُ مَدْفَعًا ) (سنن ابن ماجة).
وقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ (رضي الله عنه) :” لأَنْ أُعَطِّل الْحُدُودَ بِالشُّبُهَاتِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُقِيمَهَا فِي الشُّبُهَاتِ” (مصنف ابن أبي شيبة).
وَعن عَبْد اللهِ بْن مَسْعُودٍ ، وَعُقْبَةَ بْن عَامِرٍ(رضي الله عنهما) أنهما قَالا : إِذَا اشْتَبَهَ عَلَيْك الْحَدُّ فَادْرَأ مَا اسْتَطَعْتَ (مصنف ابن أبي شيبة).
فهذه الأحاديث الشريفة وهذه الآثار في جملتها إنما توضح إلى أي مدى أن الإسلام دين رحمة ويسر , وأنه غير متشوف أبدًا للانتقام أو التربص , وأن الحدود إنما شرعت للردع والزجر ، والحرص على تحقيق أمن المجتمع وأمانه , وأن كل وسيلة تدعم تحقيق الأمن والسلام المجتمعي تحقق مقصود الشارع في ذلك .